45 - التسلل إلى السجن 5# - الهروب من السجن

الفصل 045 : التسلل إلى السجن 5# - الهروب من السجن.

----------------------------------------------------

كانت فكرة (أورين) بأن يخلق صراعاً بين العصابات حتى تكون هناك فوضى عارمة، تجعل من جميع الحراس مشتتين للإنتباه ولا ينتبهون لكاميرات المراقبة حتى يخرج بسلام. لذلك فقد توجه لأكثر عصابة تبدو لطيفة على حسب وصف (مايك الطاعن)، ووجدهم جالسين في إحدى السلالم، فوقف أمامهم وقال لهم بوِدّية:

"هااااي! مرحباً يا

عشاق الشمس

"

فنظروا إليه وأجابه السمين الاصلع:

"مرحبا يا صديق! ما بال وجهك الكئيب؟ آآه، دعني أخمن... أنت تتساءل لماذا أنت محبوس هنا عوضاً عن كونك خارجا تواعد بعض الفتيات المثيرات."

ظل (أورين) صامتاً ولم يعرف ما يقول، ولكنه في نفسه أدرك بأن كلامه صحيح نوع ما. فأكمل السمين الأصلع كلامه وهو يبتسم:

"لا تقلق! ذلك سيأتي! الإنتظار فقط يجعله أفضل! كيف ستكون هناك قيمة للنهار بدون وجود الليل؟"

ظل (أورين) صامتاً مجدداً ولم يعرف ما يقول ردا على ذلك الكلام الحكيم، فقال بكلام متقطع:

"إذا.. قلت ذلك... فلديك.. الحق..."

فأكمل السمين الأصلع: "فبدون الليالي المظلمة الطويلة، طلوع الشمس الجميل والغروب لن يكونا موجودان!"

لم يستطع (أورين) الصبر على ذلك الكلام الحكيم جداً الذي يسمعه من سجين أصلع، فقال له:

"أجل، حسنا، اهمم... ما أريد أن أقوله هو... أنني سمعت بأن أعضاء

المافيا الميكسيكية

يقولون شيئاً سيئاً."

استغرب الثلاثة من العصابة ولكنهم لا يزالون مبتسمين، فسأل السمين الأصلع:

"شيئاً سيئاً؟"

أجابه (أورين) مؤكداً: "أجل، لقد قالو بأن الشمس يمكنها أن تلعق خصياتهم."

في اللحظة التي سمعوا فيها ذلك الكلام تغيرت ملامحهم إلى الإستياء، فسألوه غير مصدقين:

"ماذا قالوا؟"

قال لهم (أورين) وهو يزيد الطين بلة ليخلق الفتنة:

"أجل، وبعدها

عائلة حرب العصابات السوداء

و

النازيون الجدد

إنظموا إليهم. لقد قالوا بأنهم سوف يتغوطون على الشمس إن استطاعوا."

في تلك اللحظة لم يقل السمين الأصلع لـ(أورين) شيئاً ونهض من مكانه هو والآخرين وقال لهما وهو غاضب:

"(هايدروجين)، (هيليوم)، أحضرا البقية من اخوتنا واخبروهم بأن يأتوا مسلحين."

وبعد أن أنهى تطبيق خطته، عاد إلى زنزانته بسرعة واستلقى على سريره العلوي بينما ينتظر حدوث صراع وصراخ في الخارج. وبينما كان يفكر بأنه من الممكن لم يكن ما فعله كافيا، حتى صدر صوت إنذار قوي في السجن. فقام من مكانه وهو فخور بنفسه وقال:

"أوه... أعتقد بأنني خلقت عداوة قوية..."

حتى أتى (جيريمي) يركض ووقف أمام زنزانته وهو يلهث فقال له صارخاً:

"ما الذي فعلته بحق الجحيم؟! هناك معركة ضارية في الساحة!"

لم يعلم (أورين) ما يقول، فأكمل (جيريمي) بينما يفتح باب الزنزانة بسرعة:

"حسنا، هذا لا يهم! سوف افتح زنزانتك، أخرج من هنا بحق الجحيم! سأغادر أنا أيضاً!" ومن ثم غادر أولاً وهو يركض.

فنزل (أورين) ببطئ من السرير وهو يقول مبتسما:

"لا تحتاج لأن تخبرني بذلك مرتين!"

وقبل أن يخرج، نهض (مايك الطاعن) من سريره وهو مرعوب واتخد وضعية استعداد وهو لا يعلم ماذا يحدث فصرخ وهو يسأل (أورين):

"مــاذا؟! هل سوف تهرب من السجن؟!"

لم يعرف (أورين) ما يقول وظل ينظر إليه بدون حراك، فقال له (مايك الطاعن):

"بحق البراز المقدس! دعني أخرج معك! أرجوك! أنا وأنت أصبحنا أصدقاء في اليومين السابقين! ألسنا كذلك؟!"

لكن (أورين) لم يقل ولا كلمة واحدة، فأكمل (مايك الطاعن):

"أريد أن أرى البحر مرة أخرى! أرجوك يا صديقي!"

كان لدى (أورين) خيارين لكي يتخد واحدا منهما قبل أن يخرج، هل يجب عليه أن يدعه يخرج معه؟ أم يتركه في السجن لأنه مجرم حقيقي وخطر على المجتمع؟

لكن (أورين) لم يكترث لذلك، فكما قال له (مايك الطاعن) فأنهم أصبحوا أصدقاء بالفعل في اليومين الصارمين، لذلك فقال له بسرعة:

"اهمم... حسنا ولكن فور أن نخرج، سوف تفترق طرقنا!"

أجابه (مايك الطاعن) وهو لا يستطيع احتواء سعادته: "بالطبع! شكرا لك!"

خرج الإثنان بسرعة وافترقا عند خروجهم من المجموعة C وعاد (أورين) إلى المخرج الشرقي، فصاح مناديا على (لورين)، فأجابته من خلف الباب:

"أجل، افتح الباب!"

فتح الباب من الداخل بشكل بطيء جدا بسبب ثقل الباب، وركض نحو (لورين) التي كانت تركض أيضاً نحو باب الخروج وتشير إليه بيديها. فقال لها بمشاعر جياشة:

"(لورين)! لم يسبق لي أن كنت سعيدا لرؤيتي لك أكثر من الآن!"

فأجابته بسرعة: "أجل، أجل، ولكن يجب أن نخرج الآن!"

***

خرج (أورين) أخيراً من السجن وجلس هو و(لورين) في أقرب محطة حافلات بعد أن ارتدى ملابسه التي استرجعها من خزانة ملابس السجناء.

"أوه يا إلاهي... الحمد لله أنني خرجت من هناك!"

كان يبدو عليه التعب الشديد، فقالت له (لورين) وهي سعيدة:

"قطعاً! أنا سعيدة لأراك لا تزال قطعة واحدة. والآن بما أننا بأمان، أخبرني، أخبرني! كيف كان أن تقضي يومين هناك؟"

لكن (أورين) كان ليس في مزاج مناسب لرواية القصص، وعلى الرغم من ذلك قال لها والتعب يغلبه:

"يا إلاهي، (لورين)، لقد كنت الأمر رهيباً، أنا..."

فبدأ يتثاءب وبدأت تُغلَق عيناه شيئاً فشيئاً بينما يتحدث بصوت منخفض:

"أرغغ.... أنا نعسان للغاية... لم أنم منذ يومين..."

سألته (لورين) التي لا تبدو مكترثة لحالته المتعبة: "ولماذا؟"

فأجابها: "حسنا، زميلي في الزنزانة... ينادونه بـ(مايك الطاعن). ذلك بالضبط إسم لا يوحي بالثقة."

فتوقف قليلاً ثم قال: "عن ماذا كنا نتحدث؟ آه، أجل، السجن... لقد كان...."

بعد ذلك غط في نوم عميق بسرعة، فلاحظت (لورين) ذلك وابتسمت ابتسامة لطيفة وجميلة ثم اتصلت بسيارة أجرة.

***

استيقظ (أورين) في اليوم التالي يوم الإثنين في غرفته، بعد أن فتح عينيه ورآى سقف غرفته فشعر بالحنين إليها.

(يا إلاهي، أجل! أنا في غرفتي العزيزة! واو، أنا حتى لا أتذكر ذهابي إلى السرير، لا بد من أنني كنت متعبا للغاية. اليوم هو الإثنين، أليس كذلك؟ هاااه، من يهتم! لم يسبق لي أن كنت سعيدا للإستيقاظ في يوم الإثنين!)

بعد أن استحم، نزل إلى الطابق السفلي ليتناول وجبة الفطور فقال للجميع:

"صباح الخير يا عائلتي!"

وكانت (كارلا) واقفة في المطبخ حتى نظر إليها وقال:

"مرحبا (كارلا)!"

ابتسمت في وجهه وردت عليه: "صباح الخير (أورين)! أنت تبدو نشيطاً اليوم."

أجابها بابتسامة: "هذا لأنني كذلك!"

ثم أكملت قائلة: "أنا أرى بأن التطوع في تلك المنظمة غير الحكومية قد جعلتك هكذا."

استغرب (أورين) مما قالته (كارلا) وتساءل:

"منظمة غير حكومة؟ أيّ منظمة غير حكومة؟ أنا..."

لكن شخصاً من وراءه قال بصوت مرتفع "أحمم!"

استدار ليجدها (لورين) تنظر إلى والدتها لارتباك وبجانبها (جودي) تبتسم. فحينها فهم (أورين) ماذا تقصد (لورين) وما يجب عليه فعله، فاستدار إلى (كارلا) ووجدها لا تزال تنظر إليه بينما تنتظر جوابا منه، فقال لها كاذباً:

"أنا.... تطوعت في منظمتين، لذلك عن أي واحدة تشيرين إليها؟"

ردت عليه: "حسنا، أنت تعلم، أنا أقصد .... بشكل عام."

فقال لها بعد أن صنع كذبة ليغطي على نفسه:

"أوه، أجل، بالفعل. لقد كانت... تجربة صادمة، إلى حد كبير جعلني ذلك أن أرى العالم بمنظور مختلف."

فابتسمت مجددا وقالت له وهي سعيدة:

"أليس ذلك رائعاً؟" ثم استدارت وعادت إلى غسيل الصحون بينما تكمل كلامها:

"الليلة سوف أحضر لك طبقك المفضل! فأنت تستحقه!"

فرح (أورين) كثيراً وقال بعد أن رفع يديه في الهواء: "رائع!"

ثم استدار نحو (لورين) واختفت ابتسامته بعد أن اقترب منها وأظهر وجها مستغرباً، فسألها هامساً:

"منظمة غير حكومية؟"

همست له (لورين) هي الأخرى وهي تبتسم بينما تشرح له الأمر:

"أجل، لقد كانت أول شيء فكرنا به بعد أن أخبرنا (آشماداي) بأنك لن تخرج حتى يوم الأحد."

فقال لها: "حسنا، على الأقل لم تقولي شيئاً قد يجعلني مفعما بالشك."

حتى اقتربت منه أكثر وأكملت هامسة:

"أوه، وبالحديث عن (آشماداي)... سوف نلتقي به اليوم بعد الحصص، أمام مدخل المدرسة."

ظهر على (أورين) بأنه يريد حقا اللقاء معه فقال لها:

ممتاز. أريد أن أتحدث مع ابن العاهرة ذاك!"

لكن (لورين) لم تكترث لما قاله وابتسمت مجدداً وقالت له بينما حملت حقيبتها:

"حسنا، أنا و(جودي) سنذهب الآن. أراك في المدرسة!"

توادع الإثنان وخرجت الفتاتان من المنزل، وأراد (أورين) أيضاً المغادرة بسرعة حتى لا يتأخر. فاستدار نحو (كارلا) وقال لها:

"(كارلا)، أنا سوف أغادر! سآخد معي بعض الفواكه لأتناولهم في الطريق."

أجابته: "بالطبع، اعتني بنفسك!"

ثم استدار نحو (مايك الطاعن) الذي كان جالسا على مائدة الطعام وقال له:

"هاي (مايك)، هلا أعطيتني واحدة من تلك الموزات هناك؟"

فابتسم (مايك الطاعن) ومد موزة إليه وقال مبتسما:

"بالطبع يا صاح، تفضل."

شكره (أورين) واستدار نحو باب المنزل ليذهب إلى المدرسة وقال قبل خروجه:

"الوداع!"

ثم توقف لوهلة بينما كان يستوعب جيدا ما رآه للتو.

"ماذا بحق الـ...."

فاستدار بسرعة ووجد (مايك الطاعن) واقفا أيضاً ويحدق به بشكل غريب، فقال له هامساً:

"ما الذي تفعله هنا بحق الجحيم؟! لقد أخبرتك بأن تفترق طرقنا!"

رد عليه (مايك الطاعن) هامساً أيضاً:

"ولكن ليس لدي مكان لأذهب إليه... لم أستطع النوم في الشارع!"

صمت (أورين) قليلاً بينما يحدق في إتجاه مكان وجود (كارلا)، ثم قال له:

"حسنا، ولكن يجب عليك أن تذهب الآن!"

رفع (مايك الطاعن) حاجبيه وقال له:

"بالطبع! لا بد أنهم لاحظوا بأنني قد هربت الآن، يجب عليّ أن أختبئ بعيدا عن هنا."

حتى تحدثت (كارلا) إلى (مايك الطاعن) بإبتسامة ولطف:

"هل سوف تبقى حتى تتناول وجبة العشاء معنا الليلة يا (مايك)؟"

رد عليها (أورين) مكانه بسرعة: "لا! إنه يحتاج المغادرة!"

أظهرت (كارلا) حزنها وتعاطفها وقالت: "آه، هذا مؤسف."

فقال لها (مايك الطاعن) وكأنه رجل مسكين خرج من دار عناية:

"أجل، يجب عليّ أن أعود إلى دار العناية. شكرا لك جزيلاً على عدم تركي أمضي عيد ميلادي لوحدي، يا سيدتي. إبنك هنا لديه قلب كبير."

في تلك اللحظة تحولت نظرات (كارلا) نحو (أورين) وبدت بأنها سعيدة جداً بما قام به، فقالت له:

"هذا صحيح، أنا فخورة جدا به."

لم يعرف (أورين) ما يقول على ذلك الكلام، ولكنه قال مرتبكا:

"اهمم... هذا لا شيء! فهذا شيء سيفعله أي شخص آخر."

ثم استدار نحو (مايك الطاعن) وهمس له:

"حسنا، نحن سوف نغادر! سوف أوصلك إلى محطة الحافلات."

فسأله (مايك الطاعن) قائلاً:

"هل أستطيع أن آخد معي زوج من القمصان الخاصة بك معي؟"

كان صبر (أورين) قد بدأ ينفذ فقال له بصوت مسموع: "مممممم نعم! نعم!"

ثم امسكه من كتفيه ودفع نحو الخارج وقال:

"إلى اللقاء يا (كارلا)"

فردت عليه: "إلى اللقاء يا رفاق! اعتني بـ(مايك)!"

يتبع..

2022/02/11 · 105 مشاهدة · 1532 كلمة
نادي الروايات - 2024